الاعاجيب احد اكبر عشائر بني حجيم وكان اسمها عشيرة المراديخ وقد جاءت من الجزيرة العربية مع عموم بني حجيم حيث ان اصلها من عشيرة ( شمر) وجدّهم الذي جاء من الجزيرة العربية في السنوات الاخيرة هو ( جعفر) حيث سكنوا منطقة السماوة ومنطقة البادية الجنوبية واسسوا القرى والمدن لذلك ترى ان السماوة هي لون واحد لعشيرة واحدة هي ( بني حجيم) وتضم تلك العشيرة حوالي اربعة عشر عشيرة موزعة على كل عموم المحافظة .
اما تسمية الاعاجيب جاءتهم عندما غدر بهم جيرانهم وقتلوهم جميعا لم يبقى منهم الا الاطفال ورجل كبير مسن وكذلك سبيت نسائهم من قبل تلك العشيرة واخذ الرجل الكبيرالمسن يدرب الاطفال ويعلمهم كيفية استعمال السلاح وفعلا عندما كبروا غزوا تلك العشيرة واسترجعوا كل ذراريهم منها وقالت احداهن ( عكبوا اعمامي ) أي ان لهم خلف اعقبهم واخذ بثأرهم وبذلك اطلق عليهم تسمية الاعاجيب لذلك الفعل .
كل شيء على المعمورة جائز للتغيير..فمحاولات التاريخ عرضة للتغير..وكثيراً ما تتغير الملامح الجغرافية وتتغير التضاريس، وقد يطرأ تغير على الوصف السكاني..لكن الشيء الذي لايقبل التغير، والثابت دوماً تجددالحياة بمعانيها وصورها الحيوية الجميلة.
والهلال، ناحية تسكنها عشيرة الاعاجيب فقط .
تجمعت حولها كل الخصال الحميدة، وهي واحدة من المناطق التي تركت اثراً واضحاً في التاريخ، وانجبت رموزاً يقف امامهم التاريخ بثبات واجلال...انها تمتلك كل المقومات النادرة من شجاعة وكرم، شهامة ومروءه وحكمة تتباها بها عشائر السماوة ويفتح لها التاريخ اذرعاً تمتد الى عوالم الخير والأمن والسلام ..تواصلت مع الحياة في مختلف ميادينها، وكانت دائماً في المقدمة في تضحياتها ووقفاتها المشرفة وكفاحها النبيل ضد التسلط والتبعية، وكان لها النصيب الكبير من المآسي والالام والظلم والحيف خلال العقود المظلمة الماضية .ولكنها ظلت تقاوم بشرف وكبرياء صفحات القهر من التعسف بقوافل الشهداء وهي تنتظر البشارة ..بشارة الخلاص من كل مالحقها من حيف وقهر السنين العجاف.وقد دفعت الهلال الكثير من ابنائها قربان للوطن ابان النظام البعثي البائد حيث منهم من اعدم او غيب في السجون او هاجر الى بلاد الغربة خوفا من بطش النظام فيما تعرضت الكثير من العوائل الى التنكيل والمراقبة . بحيث حرم الكثير من ابناء تلك العوائل مواصلة الدراسة . حتى الذي تعاون مع النظام البائد يعيش وحيدا منزويا امس واليوم وغدا وهم اقل من اصابع اليد الواحدة وهم محتقرون من ابناء العشيرة الا ان قوانين العشيرة لاتبيح لابنائها التعرض لهم .
ساندت الهلال الرميثة والنجف في الانتفاضة الشعبانية المباركة حيث ساهم ابنائها بطرد فلول البعث منها وكذلك قاوموا الجيش العفلقي المتقدم بقوة وبسالة الا ان القوة والسلاح تمكن منهم حيث ذهب الكثير من الشهداء فيها . وكانت العشيرة تستقبل ( المشاية) السائرين الى كربلاء لزيارة الامام الحسين عليه السلام حيث يضيفوهم ويقدمون لهم الطعام والمنام غير مبالين ببطش النظام وتحذيره لهم .كذلك كانت العشيرة ملاذا امنا لكل المعارضين للنظام البائد حيث استقبلت الكثير منهم واخفتهم عن عيون الظالمين كما انها ساهمت بنقل بعضهم خارج حدود البلد عبر السعودية والكويت لانها تمتاز بحدود مع السعودية وكذلك وجود ابنائها الغنامة في السعودية والعراق على الشريط الحدودي للبلدين .كما ان مجالس التعزية الحسينية تقام في عاشوراء ورمضان وكل المناسبات الدينية حيث كان يرتقي المنبر سماحة الشيخ نجاح الرميثي ويقيم مجلس خطابة وبعده مجلس تعزية لطم وامام انظار رجال البعث انذاك وكان المنسق لتلك المجالس الحسينية الاستاذ حاكم اليعكوبي حيث كان ينظم اوقات المجلس ويرافق الشيخ نجاح في كل مجالسه في العشيرة حيث تقام تلك المجالس في مضيف الشيخ العموم كريم ال مطلب وفي مضيف الشيخ المرحوم الحاج جبار ال منشد ومضيف المرحوم الشيخ هندول ال شعلان ومضيف الشيخ افوين ابراهيم ومضيف كل من الشيخ جريمخ علي الصندوح واخوته والشيخ جريمخ علي الصندوح هو من شعراء العشيرة البارزين ومهاويلها . والشيخ عدنان ال شعلان وصباح ال شعلان حيث تقام مراسيم التعزية والتي تأخذ الليل بطوله واحيت هذه العشيرة وابنت استشهاد السيد الصدر المقدس حيث اقيمت مراسيم العزاء في وقتها في تلك النمضايف وكان صوت الشيخ نجاح الرميثي مدويا في ذلك حتى انه دفع ثمن ذلك حيث اعتقله ازلام النظام ووقف معه شيوخ العشيرة الى ان اخرجوه من السجن وبسبب تلك الامور والتراكمات الاخرى تعرض الاستاذ حاكم اليعكوبي للاعتقال واودع في سجن السياسيين في الامن العامة .
تقع ناحية الهلال الى الشمال الغربي من قضاء الرميثة بمسافة (15) كم الكثافة السكانية لهذه الناحية تقدر بـ(30000) نسمة يقطن سكان هذه الناحية عشيرة واحدة هي عشيرة (الأعاجيب) مما اضفى عليها مناخاً امنياً جيدا، ينتشر سكان الناحية بين شاطيء نهر الفرات الذي يقسم الناحية الى قسمين وهو يحتضن سكان هذه المدينة بمائه العذب، الذي وفر جواً مناسباً لزراعة محصولي الحنطة والشعير ، ناهيك عن زراعة الذرة ..يحد ناحية الهلال من الشمال قضاء الحمزة التابع لمحافظة الديوانية، من الجنوب ناحية المجد ومن الشرق حدود بلدية الرميثة ومن الغرب منطقة المملحة التابعة ادارياً الى قضاء السماوة . تنقسم عشيرة الاعاجيب الى قسمين الشرقية والغربية الشرقية هم : ال ابوناصر وال ابوموسى وال خميس اما الغربية فهم : الطواورة وال ابوعيد وال دبيس وال عفلوك
ال ابوعيد منهم شيوخ العشيرة .
اليوم يطلق على الفرد منهم ( يعكوبي او يعقوبي ) بدلا من اعاجيبي واعتقد لسهولة اللفظ بحيث هم معروفين بهذا اللقب في كل المحافظة والمناطق المجاورة وكذلك ابنائهم في الخارج يحملون لقب يعقوبي بالمناسبة سماحة اية الله العظمى الشيخ اليعقوبي ( دام ظله الشريف ) لاينتمي لهذه العشيرة .
الفراضة العشائرية:
كانت ومازالت العشائر متمسكة بأعرافها وتقاليدها وهي ما يسمونها ب(السواني)للحفاظ على كيانها ووحدتها وضمان مصالحها المعاشية.وقد تعارفوا على وضع اسس معينة لمعالجة عموم شؤون العشيرة .او وضع قواعد واسس تعالج اعراف وعلاقات العشيرة بغيرها من العشائر الاخرى كمقدار الدية، الفصل وغير ذلك....وهنا يبرز دور (الفريض)اي بالمدلول اللغوي تعني الحاكم او القاضي .لحل النزاعات بين القبائل المختلفة اوالمتنازعة .ليبت بينهما بحكمه الذي يرضي الطرفين، وقد تستمر هنا الجلسة او(الحضرة)عدة جلسات او تتطلب حضور عدة اطراف كشهود او محكمين او متعهدين، وهنا المسائل تختلف حسب نوعية المشكلة او (الطلابة)..والفريض بطبيعة الحال يحمل في طياته موادا لجرائم ومشاكل مختلفة وعقوبات شخصية بما تحمله المحكمة من مواد قانونية .كل
حسب جريمته وخطأه .وتسمى هذه القوانين في العشيرة(الاعراف)والسانية هي بمثابة القاعدة او القانون العرفي الذي اتفقت عليه العشيرة مع بقية العشائر او العشيرة فيما بينها .والسانية قد تكون حديثة اي تنظم فقرة جديدة على اعتبار ان هذه المسألة لم تحدث من قبل ، او سانية ثابتةباعتبار قد تواترت العشيرة او العشائر على استخدامها ..وهي اشبه من حيث الفحوى والهيكل بالمحكمة القضائية فيما يخص وضع الحلول لكل المشاكل والجرائم ومعالجة كثير من المسائل التي عجز عنها القانون ، فهناك مثلا (القتل المتعمد، القتل غير المقصود (الخطوة )، وهناك الجريمة التي تؤدي الى العوق ، وكذلك الاعتداء بالالة ، اضافة الى اشهار السلاح الخ ...)وكل له تعويضه الخاص (الفصل)..والغور في اعماق هذا الموضوع يتطلب منا كتابة بحق وليس تحقيق ...وحقيقة وانت تدخل محافظة السماوة حيث مضارب بني حجيم وتتطرق الى موضوع الفراضة او السانية، يلوح بالافق اسم فريضة بني حجيم فيقترن هذا الموضوع بأسم الشيخ الفريضة كريم مطلب ال ابو دربيل شيخ عشائر الاعاجيب في العراق الذي من الله عليه بهبة الحكمة والمعرفة والملكة ومنحه الهيبة، بحيث اصبحت ما من مشكلة او معضلة الا وانتهت عند حنايا مضيف الشيخ كريم المطلب، وغالبا ما يسمى فريضة (بني حجيم)اي العشائر المحيطة بمحافظة المثنى، ..ولمع اسم الشيخ في مجال الفراضة في الفرات الاوسط بصورة خاصة والعراق بصورة عامة، فتاتية الفرائض من كل حدب وصوب ..من الرمادي، الموصل، صلاح الدين، بغداد، بابل، ناهيك عن محافظات الوسط والجنوب، وحتى بعض المشاكل تحدث في دول مجاورة كدول الخليج مع اطراف عراقيين فيبعث امراء تلك المناطق ومشايخها بوضع الحلول، عن طريق المراسلة او (الطروش )او الانابة عنهم في بعض المسائل التي هو طرف فيها، وبعثت له المرجعية عدد من الرسائل تطلب منه تدخله في بعض المسائل وحلها..وقد يتصور البعض ان الشيخ اكتسب هذه المعرفة عن طريق الدراسة او التعليم ، لكن الشيخ لم يكن خريجا لاحد من المعاهد القضائية ولم يجول في اروقة الجامعات بل لم يقرأ كتابا، ولم يدخل المدرسة اصلا ..ولكنه توارث هذه المعرفة والحكمة من ابيه عن جده ...ومن خبرته الطويلة في هذا الميدان وتستمد الاعراف فوقها من الموروث العشائري والديني لهذه المناطق التي غالبا ما تكون مجتمعات فطرية تحمل طابعا دينيا . وان الدوادوين العشائرية هي مدارس حياة عظيمة وكثيرا ما كانت المحاكم ومراكز الشرطة تبعث له بعض المسائل التي تتطلب حلا رضائيا ويستمد الشيوخ قوتهم في حل المسائل من اسناد المرجعية المباركة لهم في الكثير من الامور عندما يتطلب الامر ذلك ويحتفظ الشيخ كريم ال مطلب بالكثير من كتب التخويل الصادرة له من بعض المرجعيات حول الفراضة ..وكان له دورا بارزا ابان سقوط النظام البائد بعد 9 / 4 /2003م حيث اصدر قرارات صارمة للحيلولة دون حدوث سفك دماء، من خلال عمليات الثأر ومخلفات النظام السابق .بالرغم من ان النظام البائد اعدم ولده الاكبر .
كثيرا مايلفت انتباه المجالس الى طبيعة حكمتة اثناء الجلسة (الفراضة)اصغائه للطرف المتكلم ومداخلاته في ابسط الاشياء، وزجره لبعض المتكلمين، وانفعاله بعض الاحيان وعادة ما (يتنقب بيشماغه) بحيث يظن البعض بانه لم يبالي بهم او لم ينتبه لقضيتهم، وسرعان ماينقض عليهم بسيل من الاسئلة وقد يبادر بعض الاحيان الى تجهيز القهوة او تقليب الفحم في المنقلة، الشيء الذي يشكل تصورا للجمهور بانهم في وادي والشيخ في وادي اخر، فيفاجئهم بالحل ... وهناك من شيوخهم من لمع اسمع في حل المشاكل من خلال ( الفراضة ومنهم المرحوم الحاج ابوحسنة حسن شيخ عشيرة الطواورة. والمرحوم الشيخ جبار ال منشد الصندوح.)
تعتبر عشيرة الاعاجيب من العشائر التي شكلت في ربوعها مضربا للكرم والنخوة والتضحية ..ومن الملفت للنظر ان هذه العشيرة التي يبلغ تعداد سكانها في ناحية الهلال ..(30000 )نسمةلاتمتلك مطعما واحدا او حتى (كافتريا)بسبب رفض شيوخ ووجهاء المنطقة هذه الظاهرة معتبرين اياها مظهرا من مظاهر البخل، اي بخل العشيرة، معللين ذلك بأن مضائفهم وبيوتهم مشرعة لكل من دخل اسوار هذه العشيرة..ومن الجدير بالملاحظة ان مضائفهم دائما عامرة بالناس فهم لايغادرونها مطلقا ودائما مفتوحة للضيوف وفي أي وقت .
حب الوطن:
لم تكن ناحية الهلال في السابق تحمل هذا الاسم، حيث كانت تسمى ب(حوران)وحمل المخفر الذي بني في وسط المنطقة قسرا من قبل الانكليز بعد ثورة راح ضحيتها (40)شهيد من افراد هذه العشيرة، اسم حوران.لم تنتهي سياسة الانكليز الهمجية والتعسفية كفرض الضرائب، والتجنيد الاجباري ...بانتهاء ثورة العشرين وعقد الهدنة التي وقعت مع زعماء عشائر السماوة، لكن بعض زعماء العشائر لم يخضع لسياسات المحتل ومشاريعه التعسفية، فكانت هناك معركة (العارضية)عام (1935-1936 )التي اشتركت فيها ثلاث عشائر فقط الاعاجيب والظوالم وبني عارض.. بعدها بفترة تم اعتقال عدد من زعماء قبائل بني حجيم وكان من بينهم الزعيم حسين ال صندوح رئيس قبيلة الا عاجيب انذاك وولده الشيخ منشد وابن عمه الشيخ شعلان ال زين، لرفضهم الاذعان لسياسة الانكليز في المنطقة كرفضهم لعملية التجنيد الاجباري التي يتولاها الانكليز .. واغتنموا بذلك فرصة اعتقال زعيم القبيلة وهو رمز من رموز ثورة العشرين الذي اشترك بقوة عشائرية تقدر ب (2000) مقاتل في ثورة العشرين بحسب المؤلف الشيخ فريق مزهر الفرعون ، وللمؤلف كلمة عندما قال(عندما اقتربت القوات الانكليزية من موقع الاعاجيب في معركة العارضيات اذاقوهم المر حتى لاذوا بالفرار )وفي مذكرات السيد محسن الحكيم قال بحق الشيخ حسين ال صندوح في جهاد الشيعة (ذلك الاسد الهرم الذي يترنم بفرسه وسط المعركة ...)وكان الشيخ صندوح يقود فخذ الطواورة الذي ابلى بلاءا لم يشهد التأريخ الحديث مثله حيث عقلوا ارجلهم امام قوة المحتل حتى لاينهزموا من ضرب المدفعية والطائرات وبذلك فقد الطواورة الكثير من الشهداء والذين رووا منطقة العارضيات بدمائهم الزكية دفاعا عن وطنهم العراق ومواقف وشهادات اخرى لايسعنا ذكرها ..عندها قرر الانكليز بناء مخافر في المناطق الساخنة ، فاتجهوا صوب عشيرة الاعاجيب وهي من العشائر الثائرة التي تمثل حجر عثرة امام المخططات الاستعمارية انذاك ..فتحركت قوة عسكرية من الرميثة باتجاه عشيرة الاعاجيب (حوران )فتصدى لها غطارفة حوران في منطقة شط خزعل (6كم)غرب الرميثة، بقيادة المغوار (عبود كاظم ال فضيل )وهو من وجهاء العشيرة، وللامانة لم تشترك كافة العشيرة في المعركة بسبب تواطيء بعض الرموز مع الحكومة انذاك لمصالح شخصية .واستمرت المعركة لعدة ايام استخدمت خلالها القوات الانكليزية شتى
الاسلحة كالطائرات والمدفعية والاسلحة الرشاشة، يقابل ذلك اسلحة تقليدية بسيطة كان يمتلكها الثوار، لكن الايمان الصحيح والارادة الصلبة للثوار كبدت المحتل عشرات القتلى، ووقع في هذه الثورة (40)شهيدا من الثوار..ولم يبنى مخفر حوران الا على جماجم الانكليز التي مازالت شاهدا حتى الان، وفي نهاية عام 1936 قام الملك غازي بزيارة معتقل حويجة، فاختاره شيوخ بني حجيم ان يتكلم عنهم الشيخ حسين ال صندوح فأنشد الملك
قائلا :احنا اهل الفرات ابلا خفا مبينين .
اركبناهم كراسي اوبينا عز للدين .
انشدك يغازي ذنب شمسوين .
الشيد عرشك تمهي بيه.
فامر الملك غازي الى البلاط باطلاق سراحهم ...عام 1968ذهب وفد من عشيرة الاعاجيب الى مقابلة رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف وكان من بين الوفد الشيخ منشد حسين الصندوح والشيخ شعلان ال زين والشيخ كريم المطلب الشيخ الحالي لعشائر الاعاجيب في العراق واخرون، وطلب الشيخ منشد من رئيس الجمهورية ان تؤسس ناحية في وسط العشيرة مقرها مخفر حوران، فصدر القرار ولم يطبق بسبب قيام انقلاب1968..وفي عام 1970زار نفس الوفد وزير الداخلية سعدون غيدان انذاك واكد الشيخ كريم المطلب نفس الطلب، فأمر محافظ المثنى عيادة الصديد بتنفيذ الامر، وصدر الامر انذاك واختارت الوزارة اسم ناحية الهلال بدلا من حوران.ومن الطريف ان هذه العشيرة تكنى بـ( اللؤم) عند كل عشائر بني حجيم وينسبون لها كل المواقف المضحكة لانهم ناس لاينامون عن حق مهما كان الثمن حيث ان الاعاجيب ينقسمون الى نصفين قسم غنامة وقسم مزارعين وهم الذين بنوا بيوتا في ناحية الهلال اما الغنامة فهم البدو الرحل وكان الغنامة يمتلكون اموال طائلة فيساعدوا اخوتهم لان المزارعين فقراء جدا نظرا لعدم وجود مشاريع اروائية في ذلك الزمان اتفق الغنامة ان لايعطوهم بعد اليوم أي مبلغ حتى يلتحقوا معهم ويتركوا الزراعة الا ان هؤلاء تعلموا على البيوت والقرى ولايستطيعوا مغادرتها وبلغت بهم المجاعة مبلغا كبيرا التجؤوا الى شيخهم انذاك الشيخ ( ابو الجيج ) ليحل لهم هذه المعضلة اتصل الشيخ بأحد الاقطاعيين من عشيرة اخرى لكي يقيم مشروع اروائي لهم في الناحية وهو يكون ملاك عليهم وفعلا تم المشروع وزرع الناس الا انهم يعرفون الاقطاع وطرقه واسلوبه فطردوا الاقطاعي وقالوا له ليس لك أي مشروع هنا ولانعطيك أي محصول من محاصيلنا .
اشتكى هذا الاقطاعي عند عشائر بني حجيم على شيخ الاعاجيب بأنهم فعلوا معه كذا وكذا حضر كل شيوخ بني حجيم في مضيف الاقطاعي واستدعوا ابوجيج ليعرفوا منه السبب . اجتمع ابو جيج مع شيوخ عشيرته واختار خمسة من ال دبيس فخذ من عشيرة الاعاجيب ليرافقوه الى الجلسة تسمى عشائريا (حضرة) تأخر الشيخ عمدا بالحضور الى المضيف حتى يكون كل شيوخ العشائر حاضرين وفعلا جاء الشيخ ومعه هؤلاء الخمسة وامام انظار الناس جميعا اخذوا يرفعون اناء الماء كبير جدا يسمى عندنا ( الكوز ) لتبريد الماء في ذلك الوقت ويشربون الماء مرددين ( انهجم بيتك فرهود هاكبر طاستك ) ويرمون بها على الارض وسط ذهول الحاضرين . جلس الشيخ ابو الجيج هو وجماعته مع الشيوخ وكان وقت الغداء قالوا له ابو الجيج ماهذا العمل لماذا فعلتم كذا وكذا قال لهم تغدوا وان شاء الله يصير خير وفعلا تغدى الشيوخ جميعا في بيت فرهود وعندما انتهوا من الغداء قام الخمسة الذين مع الشيخ ابو الجيج بنزع ملابسهم وقاموا يسبحون في بركة اسنة قرب المضيف وهم يركضون واحدا وراء الاخر ويقلدون صوت الحمير .
التفت الشيوخ الى فرهود قائلين : فرهود انت تريد ان تصبح ملاكا على هؤلاء؟ قال لهم فرهود : لالا اريد فقط الاموال التي صرفتها على المشروع وكانت في وقتها الاموال المصروفة معروفة اخرج الشيخ ابو الجيج قطعة قماش من جيبه فيها كل المبلغ المطلوب ودفعها لفرهود وبذلك تخلصت العشيرة من الاقطاع .
والاموال جمعها لهم اخوتهم الغنامة .
اليوم ابناء العشيرة منهم مدير الناحية واعضاء المجلس البلدي وكذلك منهم موظفين حكومين كبار في الدولة ومنهم طلبة العلوم الدينية والاطباء والمهندسين والتدريسين في الجامعات والضباط في الشرطة والجيش وشبابهم اليوم يتسابقون للحصول على اعلى الشهادات من اجل تعويض تلك السنين العجاف . وكذلك في مركز الناحية بنى ابناء العشيرة بعد زوال النظام العفلقي جامع كبير تؤدى به الصلوات الخمس وكذلك تقام فيه كل الشعائر الدينية . بالاضافة الى الكثير من الجوامع والحسينيات الاخرى المنتشرة في عموم العشيرة . يعيش مع الاعاجيب قسم كبير من السادة الاميال وال ابوغنيمة الموسوية وهم جزء من تلك العشيرة حيث قدموا السادة الكثير من الخدمات لابناء العشيرة وخصوصا التوسط لحل الخلافات والنزاعات وتمتاز عشيرة الاعاجيب عن بقية عشائر بني حجيم باحترامها الكبير للسادة وتقديمهم وحاجاتهم على الجميع والى الان يسير عليه ابناء العشيرة .فأصبح عرفا وواقعا يلتزم به الجميع .
الجمعة سبتمبر 16, 2011 2:38 am